شو بخاف

لعل فيروز غنت من الألحان ما أيقظ قلبا لم يعرف الحياة، لكن لم تعلم أن الحياة لا يجب ان تبث في قلوب منعت من الحب، منعت من الحياة نفسها. لم تعلم فيروز أن كلماتها وهي تراقص القمر، وتحكي كيف ستحتفظ بأزهار الحب في كتبها خشية أعين الناس, لم تعلم ان الحرمان من الحب كالغرق فيه, كلاهما ينسينا في الحياة!

أين نحن من ذاك الحب السامي؟ وأين الحب السامي من وغد مثلي؟ لعل الزمن يغيرني ويذهب باسوداد شعري، ويرسم نقوشه على أطراف عيناي معلنا أن الألم أخد مني مكسبا لا يعلمه إلا الله، ولكن الزمن لم يعلمني لم اندثر الحب في زمن القرب؟ أين ذهب الحب في وقت صار الجميع يعيش في قرية صغيرة؟ أليس لي حق من حب أسيل لخالد؟ أم أنني أخطأت فوضعت في جحيم اركاتاكا ومحيت ذاكرتي وحرقت أصولي وأنا هنا أعد الأيام على وصول ما أبحث عنه... ألا يبحث عني هو كذلك ؟ فأين أنت؟ لقد طال الغياب وزاد الشوق شوقا! لقد تأخرت فقد خارت قواي وخسرت حربي ورحلت الحياة عن عيناي. لقد انتظرت وأنا أترقب بين الأطلال البالية أطل على ضواحي ذاكرتي الموسومة بدماء مجهولة الهوية؟ أم تراها دماء معلومة أنا من سفكتها؟ أ أكون جلاد نفسي؟ أ يعقل أني الشيطان كما يصفون؟ أم ان فيروز تعلمني بقرب فرجي وسيخاف الناس فقداني.

شو بخاف أنا أيضا يا فيروز، أخاف حق الخوف... لو علمت خوفي لغنيت أشعاري المحفورة على حيطان معابد شيدت لتدفنني وتمحي أثري.

لعل ثرثرتي وجب ألا تطأ شاطئ الورقة، ألا تمزج بأي حبر، إنها ثرثرة بالية من ذهن لمسه العجز وعرف جحيما لا يوصف بكلمات. ثرثرة شخص فقد البصر ولم يفقد البصيرة، ثرثرة رجل عارك معركة خسرها أمام انعكاسه في المرأة، ثرثرة كتبت على أوراق مشتعلة نيرانها!

هل سيقرأها غيري أم أنها ستدفن مع كل الأيام التي مرت وأنا في جحيم من تصميمي.

شو بخاف يا فيروز أن أنسى موسيقاك في يوم من الأيام وأمحى كأني لم أكن.

شو بخاف يا فيروز ألا تحرك في موسيقاك ساكنا، أن أموت ماشيا وأغدو عدو الماضي.

شو بخاف الليل ينتهي بقدوم نهار أحارب فيه معركة خاسرة.

شو بخاف يا فيروز أن يمر الحب من بين يدي وأنا خائف.

شو بخاف يا فيروز ان يمحى صوتك من ذاكرة لا تتذكر من أين أتت.

من انا؟ أجبيني، وغني بصوتك للقمر أن يسطع في ظلامي! غني ليسوع حتى يباركني ويأتي العيد المجيد هذا العام وأتلقى هدية غير الخيانة

فأنا الخائن والكاذب والسارق، ولكنني أحب الحب والحياة، الموت والفناء. فخسئت وعاش الحب.

لعل الكلمات تطول والليل يطول، ولكنني أقول أني سأطرق كل الأبواب وأتسلق كل الجبال، وإن كنت الشيطان فإنني أعاقب وإن كنت إنسانا فأين انت يا حب لأعرف ملاذي الاخير وكفى